قصّة استشهاد عمر بن الخطاب
أصدر عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قراراً يقضي بمنع دخول المدينة المنوّرة لمن بلغ الحلم من أهل الأمصار التي فتحت قريباً، وقد استأذن المغيرة بن شعبة والي العراق أمير المؤمنين في أن يدخل أحدهم المدينة حتّى ينتفع منه أهلها، حيث إنه كان نجّارًا وحداداً ماهراً، وقد كان اسم هذا الرّجل فيروز ويكنّى بأبي لؤلؤة وهو مجوسي الأصل، فأظهر الإسلام وأضمر النّفاق باطناً. قد مرّ عمر رضي الله عنه يوماً على أبي لؤلؤة وهو يشتغل بصناعة الرحى، فقال أبو لؤلؤة: لأصنعنّ لك يا أمير المؤمنين رحى يتحدث بها النّاس، وقد فهم أمير المؤمنين مراد أبي لؤلؤة، فقال لأصحابه: إنّ العلج يتوعّدني، وقد نهى عمر الصّحابة عن قتله؛ لأنّه لا يصحّ القتل بالشّبهة، وحينما قرّر أبو لؤلؤة تنفيذ مهمته القذرة قام بصنع خنجر ذي نصلين ووضع عليه سماً قاتلًا، فتوجّه إلى المسجد حيث كان عمر يؤّم النّاس فقام بطعن عمر في ظهره عدّة طعناتٍ ثمّ ولى هارباً. حاول الصّحابة الإمساك به فكان يطعن في كلّ مرّة أحدهم حتّى رمى عليه عبد الرّحمن بن عوف رداءه فأيقن أنّه واقعٌ بين أيديهم لا محالة فطعن نفسه بخنجره فمات.
وفاة عمر بن الخطاب
بقي الخليفة الرّاشد عمر بعدها بضعة أيّام ثم توفّي، وكان ذلك في سنة ثلاثة وعشرين للهجرة، بعد عشر سنواتٍ قضاها خليفةً ساس المسلمين بالعدل والرّشد والتقوى.