بسم الله الرحمن الرحيم
الجملة
تعريفها — أقسامها — أحكامها
المرجع : كتاب » مغنـي اللبيب » لابن هشام
» الاقتباس باختصار وترتيب «
مفهوم الجملة : عبارة عن الفعل وفاعله، أو المبتدأ والخبر.
مثال الفعل وفاعله : قام زيدٌ . كان زيدٌ قائمًا . ضُربَ اللصُّ.
مثال المبتدأ والخبر : زيدٌ قائمٌ . أقائمٌ الزيدان . 

انقسام الجملة إلى اسمية ، وفعلية ، وظرفية
الاسمية : هي التي صدرُها اسم . نحو : زيدٌ قائم . هيهاتَ العقيقُ . قائم الزيدان .الفعلية : هي التي صدرها فعل . نحو : قام زيدٌ . ضُرِبَ اللصُّ . كان زيدٌ قائمًا . ظننته قائمًا . يقومُ زيدٌ . قُمْ .
الظرفية : هي المُصَدِّرة بظرف أو مجرور . نحو : أعندكَ زيدٌ . أفي الدار زيدٌ .
لمراجعة (أنواع الكلام) اضغط هناملحوظة :
المراد بـ (صدر الجملة) : المسند والمسند إليه، فلا عبرة بما يتقدم عليهما من الحروف .

فالجملة من نحو : » أقائم الزيدان ، وأزيد أخوك ، ولعل أباك منطلق ، وما زيدٌ قائمًا » اسميــة .

والجملة من نحو : » أقامَ زيدٌ ، وإنْ قامَ زيدٌ ، وقد قامَ زيدٌ ، وهلاَّ قمت » فعليــة .

والمعتبر أيضًا ما هو صدرٌ في الأصل
فالجملة من نحو : 
كيف جاء زيد ، و( فأيَّ آيات الله تنكرون ) ، و( فريقًا كذبتم وفريقًا تقتلون ) ، و( خشَّعًا أبصارهم يخروجن )
فعليــــة ؛ لأنَّ هذه الأسماء في نيَّة التأخر .

وكذا الجملة في نحو :
يا عبد الله ، و( وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك ) ، و( والأنعام خلقها ) ، و( والليل إذا يغشى ) ،
فعليــــة ؛ لأن صدورها في الأصل أفعال.
والتقدير : أدعو عبد الله ، وإن استجارك أحدٌ ، وخلقَ الأنعامَ ، وأقسم والليل .

وفي «النحو التطبيقي» لعبده الراجحي
إذا كانت الجملة مبدوءة باسم بدءًا أصيلاً فهي جملة اسمية . أما إذا كانت مبدوءة بفعل غير ناقص فهي جملة فعلية .
فمثلاً : ( كان زيدٌ قائمًا )
اسميـــة لا فعلية ؛ لأنها لا تدل على حدث قام به فاعل ، وإنما هي جملة اسمية دخل عليها فعل ناسخ ناقص .
إذا كانت الجملة مبدوءة باسم بدءًا أصيلاً فهي جملة اسمية . أما إذا كانت مبدوءة بفعل غير ناقص فهي جملة فعلية .
ومثل : ( كتابًا قرأتُ )
فعليـــة لا اسمية ؛ بالرغم من أنها بدأ تباسم ، لكنها لا تبدأ به بدءًا أصيلاً ، فكلمة (كتابًا) مفعول به ، وحقه التأخير عن فعله ، وإنما تقدَّم لغرضٍ بلاغي ، ومعنى ذلك أن بدء الجملة به بدء عارض ، وإذن فهي جملة فعلية .

انظر : «النحو التطبيقي» ( 85 )انقسام الجملة إلى ( صغرى ) ، و( كبـرى )
الكُبْـرى : هي الجملة الاسمية التي خبرها جملة . نحو: زيدٌ قام أبوه ، وزيدٌ أبوه قائم .
الصُّـغْرى : هي المبنية من مبتدأ مفرد وخبر مفرد . نحو : قام زيد ، والأبُ قائمٌ .

انقسام الجملة الكبرى
إلى ذات وجه ، وإلى ذات وجهين

ذات الوجـه : نحو : زيدٌ أبـوه قائمٌ ، وظننتُ زيدًا يقومُ أبوه .
الاسمية [زيد …] + اسمية [أبوه قائم]
الفعلية [ ظننتُ ] + فعلية [يقوم أبوه]

ذات الوجهين : هي اسمية الصدر (1) فعلية العجز (2) . نحو : زيدٌ يقومُ أبوه .
الاسمية [زيد …] + الفعلية [يقوم أبوه]

……………. أو فعلية الصدر اسمية العجز . نحو : ظننتُ زيدًا أبوهُ قائمٌ .
الفعلية [ظننت] + الاسمية [أبوه قائم]
ــــــــــــــــــــ
(1) الصدر : هو المسند إليه ، أي : القسم الأول من الجملة .
(2) العجز : هو المسند ، إي : القسم الثاني من الجملة . الجمل التي لا محل لها من الإعرابعددها سبع هي :
1- الابتدائية .
2- المعترضة .
3- التفسيرية .
4- المجاب بها القسم .
5- الواقعة جوابًا لشرط غير جازم مطلقًا ، أو جازم لم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية .
6- جملة الصلة .
7- التابعة لما لا محل له من الإعراب .

الجمل التي لها محل من الإعرابعددها سبع ، هي :
1- الواقعة خبرًا .
2- الواقعة حالاً .
3- الواقعة مفعولاً .
4- الواقعة مضافًا إليها .
5- الواقعة جوابًا لشرط جازم وهي مقرونة بالفاء أو إذا .
6- التابعة لمفرد .
7- التابعة لجملة لها محل .1- الجملة الابتدائية
هي التي يفتتح بها الكلام ، سواء كانت اسمية أو فعلية
نحو جملة ( زيد مجتهد في دراسته الجامعية ) فما تحته خط جملة لا محل لها من الإعراب .
انظر : التطبيق النحوي د. عبده الراجحي ( 348 )

2- الجملة الاعتراضية
هي المعترضة بين شيئين يحتاج كل منهما للآخر .

المرجع : مغني اللبيب لابن هشام ، والتطبيق النحوي لعبده الراجحي .

فائدتهـا :
1- تقوية الكلام وتسديده .
2- تحسين الكلام ( أي : اللفظ ) .
مواضعها :
1- بين الفعل ومرفوعه. …… نحو : سافَرَ — أُخْبِرْتُ — زيدٌ .
2- بين المبتدأ وخبره. ………نحو : زيدٌ أنا متأكد كريمٌ . كان زيدٌ واللهِ كريمًا . وقوله عليه السلام : «نحن معاشر الأنبياء لا نُورَثُ» .
3- بين الفعل ومفعوله. ……. نحو : أكرمتُ — أقسمُ — زيدًا .
4- بين الشرط وجوابه. …… نحو : إنْ يجتهدْ طالبٌ — أنا موقنٌ — ينجحْ .
5- بين القسم وجوابه. ……. نحو : والله — وإنَّه لَقَسَمٌ عظيمٌ — ليفلحَنَّ الصابرون .
6- بين الموصوف وصفته . …. نحو : كافأتُ طالبًا — واللهِ — مجتهدًا .
7- بين الموصول وصلته . ….. نحو : قابلت الذي — أظنُّ — فاز بالجائزة .
8- بين المضاف والمضاف إليه .. نحو : هذا كتابُ — واللهِ — زيدٍ .
9- بين الجار والمجرور . ………نحو : سلَّمتُ — والله — على زيدٍ .
10- بين قد والفعل . ………. نحو : قد — واللهِ — حضرَ زيدٌ .
11- بين حرف التنفيس والفعل. نحو : سوف — أوقن — ينجحُ المجتهدُ .

إعراب : سافَرَ أُخْبِرْتُ زيدٌ
سافـر : فعل ماض مبني على الفتح.
أخبرتُ : فعل ماض مبني للمجهول. والتاء: نائب فاعل . والجملة من الفعل ونائب الفاعل جملة معترِضة لا محل لها من الإعراب .
زيــدٌ : فاعل لسافر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .

إعراب : كان زيدٌ واللهِ كريمًا
كان : فعل ماض ناقص .
زيدٌ : اسم كان مرفوع .
والله : الواو واو القسم حرف جر . ولفظ الجلالة مجرور بحرف الجر، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره : أقسمُ . والجملة الفعلية المعترضة لا محل لها من الإعراب .
كريمًا : خبر كان منصوب .3- جملة القسم
نحو : والله ليفلحنَّ المجتهدُ
والواو : حرف جر وقَسَم . الله : لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره : أقسم .
اللام : واقعة في جواب القسم .
يفلحنَّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة .
المجتهد : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة القسم .

للاطلاع على موجز عن القَسَم
راجع الصفحة الآتية
اضغط هنا4- الجملة التفسيرية

تعريفها : هي الجملة التي تفسِّر ما يسبقها وتكشف عن حقيقته ، وقد تكون مقرونة بحرف تفسير أو غير مقرونة . وهي جملة فضلة أي ليست ركنًا أساسيًّا .

1- المقرونة بحرف تفسير ( أي ) ، مثل :
نظر الحيوان في استعطاف أي أعطني طعامًا
أي : حرف تفسير مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أعطني : فعل وفاعل ومفعول أول .
طعامًا : مفعول ثانٍ .
والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة تفسيرية .

وترمينني بالطرف أي : أنت مذنب …. وتقلينني ، لكنَّ إيَّاك لا أقلـــي
فأنت مذنب : تفسير للرمي بالطرف .

2- المقرونة بحرف تفسير ( أن ) ، مثل :
كتبتُ إليه أن أرسل إليَّ الكتاب
أن : حرف تفسير مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أرسل : فعل وفاعل .
الكتاب : مفعول به .
والجملة لا محل لها من الإعراب ، جملة تفسيرية .

قال تعالى : ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك )
أن : حرف تفسير. اصنع : فعل أمر مبني على السكون وحُرِّك بالكسر لالتقاء الساكنين ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت . والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب .
الفلك : مفعول به .
3- المجردة من حرف تفسير ، مثل :
هل أدلُّك على طريق النجاح ، تُخْلِصُ في عملك
تخلصُ : فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره : أنت ؟ والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة تفسيرية ؛ لأنها فسِّرت طريق النجاح .

قال تعالى : ( وأسروا النجوى الذين ظلموا : هل هذا إلا بشر مثلكم )
فجملة الاستفهام مفسرة للنجوى ، وهل هنا للنفي .

قال تعالى : ( إنَّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )
فجملة خلقه وما بعدها تفسيرٌ لِـمَثَلِ آدم .

قال تعالى : ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله )
فجملة تؤمنون تفسير للتجارة .

فائدة (قائمة الحروف) اضغط هنا5- الجملة الواقعة جوابًا لشرط غير جازم

أدوات الشرط غير الجازمة هي : لو ، لولا ، إذا .
فإذا كان جواب الشرط لأداة شرط غير جازمة ، وهي ( لو ، لولا ، إذا ) فلا محل للجملة من الإعراب . 

الأمثلة :
لو حضرَ زيدٌ أكرمتُهُ
جملة ( أكرمته ) لا محل لها من الإعراب ، جواب الشرط .

لولا زيدٌ لأكرمتُك
جملة ( لأكرمتك ) لا محل لها من الإعراب ، جواب الشرط .

إذا اجتهدتَ نجحتَ
جملة ( أكرمته ) لا محل لها من الإعراب ، جواب الشرط .

وإذا كان جواب الشرط لأداة جازمة غير مقرونة بالفاء كذلك يكون لا محل لها من الإعراب.

الأمثلة :
إنْ تذاكرْ تنجحْ
تنجح : فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب، جواب الشرط .

إنْ ذاكرَ طالبٌ نجحَ
نَجَحَ : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب، جواب الشرط .

للاطلاع على نبذة مختصرة عن
الشَّرْطِ
اضغط هنا6- جملة الصلة
الأمثلة :
جاء الذي نجح
جاء الذي خلقُهُ كريمٌ
الجملة الفعلية ( نجح ) والاسمية ( خلقه كريم ) لا محل لهما من الإعراب ، صلة الموصول . 

الجملة التابعة لما لا محل له من الإعراب

الأمثلة :
حضر زيدٌ ولم يحضر عليٌّ
الواو : حرف عطف .
لم : حرف نفي وجزم وقلب .
يحضر فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون .
علي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها معطوفة على جملة ( حضر زيد ) الابتدائية . 

تطبيقات عامة :
1 — اكتب جملة شرطية ، جواب الشرط فيها فعل مضارع غير مقترن بالفاء .
2 — صحح الخطأ في الآتي : إن تكرم زملاءك يكرمونك .
3 — صحح الخطأ في الآتي : من يسعى إلى الخير ينالُ رضى الله .
4 — بيِّن نوع الجملة التي تحتها خط في الآتي :
أ — قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) .
ب — قال تعالى : ( صبغةَ الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) .
ج — قال تعالى : ( إنَّا أرسلنا نوحًا إلى قومه أنْ أنذرْ قومَك من قبلِ أن يأتيهم عذابٌ أليم )الجمل التي لها محل من الإعراب سبعة ، هي :

1- الجملة الواقعة خبرًا :
الجملة الواقعة خبرًا يشترط أن تحتوي على رابط يعود على المبتدأ .
نحو : زيد خلقُه كريمٌ .
زيد : مبتدأ .
خلقه : مبتدأ ثان . والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
كريم : خبر المبتدأ الثاني .
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

ونحو : زيد يقرأُ الكتابَ .
زيد : مبتدأ .
يقرأُ : فعل مضارع مرفوع . والفاعل : ضمير مستتر جوازًا تقديره : هو ؟
الكتابَ : مفعول به منصوب .
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر .

نحو : كان زيد خلقُه كريمٌ .
كان : فعل ماض ناقص .
زيدٌ : اسم كان مرفوع .
خلقه : مبتدأ مرفوع . والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
كريم : خبر المبتدأ .
والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان .

تطبيق :
أعرب الآتي ، ثم بيِّن الجملة الخبرية في كل مثال .
— إنَّ زيدًا خلقُه كريمٌ
— لا ظالمَ يفلتُ من عقابِ اللهِ
— كاد زيدٌ يفوزُ .2- الجملة الواقعة مفعولاً به :
تكون في محل نصب . 

أنواعها :
تقع مفعولاً به في مواضع معينة هي :

أ – أن تكون محكية بالقول .
نحو : قال زيد : إنَّ عليًّا ناجحٌ .
قال : فعل ماض مبني على الفتح .
زيدٌ : فاعل مرفوع .
إنَّ : حرف توكيد ونصب .
عليًّا : اسم إنَّ منصوب .
ناجح : خبر إنَّ مرفوع .
والجملة من إنَّ ومعموليها في محل نصب مقول القول .

ملحوظة :
إن كان القول فعلاً مبنيًّا للمجهول فمقول القول في محل رفع نائب فاعل ، نحو : قيل : إنَّ زيدًا ناجحٌ .
قيل : فعل ماض مبني للمجهول .
إنَّ : حرف توكيد ونصب . زيدًا : اسمها . ناجحٌ : خبرها .
والجملة من إنَّ ومعموليها في محل رفع نائب فاعل .

وكقوله تعالى : ﴿ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعل من يفسدُ فيها ويسفك الدماءَ ونحن نسبحُ بحمدك ونقدِّسُ لك قال إني اعلم ما لا تعلمون ﴾ البقرة : 30 .
وقوله تعالى : ﴿ قل هو الله أحد ﴾
وقوله تعالى : ﴿ قل أعوذُ بربِّ الفلق﴾
فالجمل : ( إني جاعل في الأرض خليفة )
( أتجعل فيها من يفسد فيها … )
( إن أعلم ما لا تعلمون )
( هو الله أحد ) ( أعوذ برب الفلق ) . 
كلها مقول القول ، في موضع نصب مفعول به .

ملحوظة :
بعض الجمل الواقعة بعد القول ليست محكية به ، مثل :
أوَّلُ قولي إِنِّي أحمدُ الله .
فجملة ( إنِّي أحمد الله ) ليست مقولاً للقول ، ولكنها خبر لـ ( أوَّل ) .
— ومثل قوله تعالى :﴿ فحقَّ علينا قول ربنا إنا لذائقون ﴾ 
فجملة ( إنا لذائقون ) ليست مقولاً للقول ، ولكنها جملة استئنافيَّة .

ب – أن تكون محكية بما يرادف القول :
كقوله تعالى : ﴿ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافين لكاذبون ﴾ .
فقوله : ( يشهد ) بمعنى ( يقول ) ، وجملة ( إنَّ المنافقين لكاذبون ) في محل نصب مفعول به . 

وكقوله تعالى : ﴿ أمْ لكم كتابٌ فيه تدرسون . إنَّ لكم فيه لما تخيرون ﴾ .
فقوله : ( تدرسون ) بمعنى ( تدرسون فيه قولنا هذا الكلام ) ، وجملة (إن لكم فيه لما تخيرون) في محل نصب مفعول به .

ج – أن تقع بعد المفعول الأول في باب ظن وأخواتها : 
مثل : ظَنَنْتُ مُحَمَّدًا يَقْرأُ .
فـ ( محمدًا ) مفعول به أول لـ ( ظنّ ) .
و( يقرأُ ) الجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثانٍ . 

د – أن تقع بعد المفعول الثاني في باب أعلم وأرى :
مثل : أعلمتُ محمدًا صالحًا أخوه ناجحٌ .
فـ ( محمدًا ) المفعول الأول لـ ( أعلمت ) .
و( صالحًا ) المفعول الثاني .
وجملة ( أخوه صالح ) من المبتدأ والخبر المفعول الثالث في محل نصب .

ملحوظة : 
لا يمكن أن يقع المفعول الأول في باب ( ظن ) ، أو المفعول الثاني في باب ( أعلم ) جملة ؛ لأن المفعول الأول في باب ( ظن ) ، والثاني في باب ( أعلم ) أصله مبتدأ ، والمبتدأ لا يكون جملة .3- الجملة الواقعة حالا :
تكون في محل نصب . 

شرطها : لا بد أن يكون فيها رابط ، إما ضمير عائد ، وإما الواو .

نحو : رأيتُ زيدًا كتابُهُ في يده
رأيتُ : فعل وفاعل .
زيدًا : مفعول به منصوب .
كتابه : مبتدأ مرفوع ، والهاء مضاف إليه .
في يده : جار ومجرور ومضاف إليه . وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر .
والجملة من المبتدأ وخبره ( كتابه في يده ) في محل نصب حال من ( زيد ) .

نحو : رأيتُ زيدًا يقرأ
رأيتُ : فعل وفاعل .
زيدًا : مفعول به .
يقرأ : فعل مضارع مرفوع . والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو .
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال من زيد .

4- الجملة الواقعة صفة :
الصفة من تتبع ما قبلها .
نحو : تحدَّث في الحفل رجلٌ لسانُه فصيحٌ
تحدث : فعل ماض .
في الحفل : جار ومجرور .
رجلٌ : فاعل مروفع .
لسانه : مبتدأ ، والهاء مضاف إليه .
فصيح : خبر مرفوع .
والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع صفة .

ومثلها : يسكن زيد في مدينة جوها جميل .

5- الجملة الواقعة مضافًا إليه :
هي التي تقع مضافًا إليه بعد كلمة تكون مضافة إلى جملة .

والكلمات التي تقع مضافة إلى جملة هي :
أ – الكلمات الدالة على الزمان ( ظرفًا كانت أو غير ظرف ) :
نحو : قابلتُ زيدًا يومَ حضر
يوم : ظرف زمان منصوب .
حضر : فعل ماض . والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو .
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه .

ونحو : إذا حضر زيدٌ أكرمته
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان .
حضر : فعل ماض . والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو .
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه .
ملحوظة : ( إذا ) تضاف إلى الجملة الفعلية فقط .

ونحو : جلست حيث زيد جالسٌ
حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب .
زيد : مبتدأ مرفوع .
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه .

ونحو : بدأت من حيث انتهى زيد
من : حرف جر . حيث : مجرور بمن مبني على الضم في محل جر .
انتهى زيد : فعل وفاعل .
جالس : خبر مرفوع .
والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر مضاف إليه .

6- الجملة الواقعة جوابًا لشرط :وذلك إذا وقعت بعد الفاء أو إذا ، بشرط أن تكون كلمة الشرط جازمة .

نحو : إنْ تُصادق زيدًا فهو مخلصٌ
الفاء واقعة في جواب الشرط .
هو : مبتدأ .
مخلص : خبر .
والجملة من المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط .

ونحو : إن نشدد على العدو إذا هو هارب .
إذا : حرف مفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
هو : مبتدأ .
هارب : خبر .
والجملة من المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط .
والنحاة يعدون هذه الجملة في محل جزم ؛ لأنه يصح أن نعطف عليها بفعل مجزوم ، فنقول : إن تصادق عليًّا فهو مخلص ويقم بواجبه .

7- الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب :وذلك في العطف والبدل .

نحو : زيد نجح وفاز بالجائزة .
فاز : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره : هو .
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع معطوفة على جملة ( نجح ) الفعلية الواقعة خبرًا .

ونحو : قلتُ له اذهب لا تبق هنا .
لا : حرف نهي .
تبق : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره : أنت .
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب بدل من جملة ( اذهب ) الواقعة مقولا للقول .شبه الجملة :
أنواعها :
ظرف الزمان ، وظرف المكان ، والجار والمجرور .
سبب تسميتها بشبه الجملة :
لأنها لا تؤدي معنى مستقلًا في الكلام ، وإنما تؤدي معنى فرعيًّا ، فكأنها جملة ناقصة أو شبه جملة . 
التعلّق في الظرف والجار والمجرور : 
لزوم التعلق :
لا بدّ للظرف أو الجار والمجرور من متعلَّق .
فنقول مثلًا : سافر صالح من الرياضِ إلى الدمامِ بالطائرةِ ليزور والده .
فـ ( من الرياض ) و ( إلى الدمام ) و ( بالطائرة ) ، الجارّ في كلٍ متعلق بـ ( سافر ) .
معنى التعلق :
التعلُّق : هو ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه ، بالإضافة إلى دلالته على الحيِّز الذي يقع فيه هذا الحدث .
إذن فشبه الجملة تدل على معنى فرعي يتمم نقصان المعنى الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه ، أي أن هذا المعنى الفرعي يرتبط بمعنى الفعل ، أي : يتعلق به .
والفعل وما يشبهه يدل على حدث ، والحدث لا يحدث في فراغ ، وإنما يحدث في زمان أو مكان .
فمثلاً : سافر صالحٌ يومَ الجمعة .
فـ ( يوم الجمعة ) مرتبط ارتباطًا وثيقًا – أي : متعلق — بـ ( سافر ) ؛ لأننا نفهم منه أن هذا الحدث وهو السفر حصل في يوم الجمعة . وقد دلَّ الظرف هنا على معنى فرعي .
ولو قلت : وقف صالحٌ أمام المنزل .
فـ ( أمام المنزل ) مرتبط أو متعلق بـ ( وقف ) ؛ لأننا نفهم منه أن هذا الحدث وهو الوقوف حصل في مكان معين هو أمام المنزل .
وكذلك لو قلت : سافر محمّد من الرياض إلى الدمام .
فإن حرفي الجر ( من ) و ( إلى ) مرتبطان أو متعلقان بـ ( سافر ) ؛ لأننا نفهم منه أن الحدث وهو السفر بدأ حدوثه من هذا المكان وانتهى من ذلك المكان .
ما يمكن أن يكون مُتَعَلَّقًا به :
لا بد أن يكون المتعلَّق به هو ما يدل على الحدث ، وهو الفعل أو ما يشبهه .
لذا فإن الظرف أو الجار والمجرور الواقعين بعد المبتدأ ، في نحو : زيدٌ في البيت ، أو زيد أمام البيت – ليسا هما الخبر ، بل الخبر محذوف تقديره : ( كائن أو مستقر ، أو كان أو استقر ) ، إذ لا بد أن يكون الظرف أو الجار والمجرور متعلقان بما يدلّ على الحدث .
الأمثلة على التعلّق في شبه الجملة :
المتعلَّق نوعان : مذكور ، ومحذوف .
أمثلة المتعلَّق المذكور :
1 – المصدر :
مثل : أحبُّ السفرَ في القطار ليلاً . 
الجار والمجرور والظرف متعلقان بـ ( السفر ) .
2 – اسم الفعل :
مثل : أفٍّ من المنافقين . 
الجار والمجرور متعلقٌ بـ ( أفٍّ ) .
3 – اسم فاعل :
عليٌّ مسافر غدًا في الطائرة . « مسافر اسم مفعول من سافر » يُسافر > مسافر
الجار والمجرور والظرف متعلقان بـ ( مسافر ) .
4 – الصفة المشبهة :
« هي الوصف المشتق من مصدر الفعل اللازم للدلالة على معنى ثابت في الموصوف »
مثل : خالدٌ شجاعٌ وكريمٌ في كلٍّ موقفٍ . 
الجار والمجرور متعلق بـ ( شجاع ) و ( كريم ) ، وهما صفة مشبهة .
5 – اسما الزمان والمكان :
« هما اسمان مشتقان للدلالة على الزمان والمكان » ، الثلاثي يون على وزن مَفْعَل ومَفْعِل ، نحو : مَشْرب ، مكتب ، مَخْرج ، ملعب ، موعد ، مَوْلد .
مثل : هذه الأرض كانت المَلْعَب لأطفالنا .
الجار والمجرور متعلق بـ ( الملعب ) .
6 – اسم جامد مؤول بمشتق :
مثل : عليٌّ الأسدُ في القتال .
الجار والمجرور متعلق بـ ( الأسد ) ، بتأويل : جريء أو مقدام .
أمثلة المتعلَّقِ المحذوفِ :
1 – أن يقع المتعلَّق خبرًا : 
مثل : محمدٌ في الدارِ . كان محمد في الدار . إنَّ محمدًا في الدارِ .
الجار والمجرور في الأمثلة الثلاثة متعلق بخبر محذوف ، تقديره : كائن .
2 – أن يقع المتعلَّق صفةً :
مثل : هذا كتابٌ من صديقٍ .
الجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة ، تقديرها : كائن .
3 – أن يقع المتعلق حالًا :
مثل : قرأت هذا الكتاب من صديقٍ .
الجار والمجرور متعلقٌ بحالٍ محذوفٍ ، تقديره : كائن .
4 – أن يقعَ المتعلَّق صلةً للموصول :
مثل : الرجل الذي في البيت غريبٌ .
الجار والمجرور متعلقٌ بـ ( استقرَّ ) محذوفة ، وصلة الموصول لا محلَّ لها من الإعراب .
5 – أن يكون المتعلَّق مما جُرِيَ على حذفه :
كأن تقول لمريض : بالشفاء .
أو تقول لضيف تناول طعامك : بالصحة .
أو تقول لصديق تزوج : بالرفاء والبنين .
فـ ( بالشفاء ) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف ، تقديره : شربتَ .
و( بالصحة ) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف ، تقديره : أكلتَ .
و ( بالرفاء ) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : تزوجتَ .
وغير ذلك .ضابط أنْ التفسيرية : أنها تأتي بعد كلمة فيها معنى القول ، دون حروف القول ، مثل : ( أشهد ، نادى ، أوحى ، قضى ، أمر ، وصّى ، ونحو ذلك )

فـ (إنْ) إذا أتت بعد هذه الألفاظ أو نحوها مما فيه معنى القول دون حروفه ، هي التفسيرية ، لأن ما بعدها يفسر ما قبلها كـ التي جاءت في قوله جل وعلا : ( ونادى أصحاب الجنَّة أصحاب أصحاب النار ، أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا )

المرجع : شرح العقيدة الواسطية ( للشيخ : صالح آل الشيخ ) حفظه الله تعالىوفي الختام 
أتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى أستاذنا الفاضل د. محمد فجال، على جهده المبارك وتسهيله الممتع لموضوع الجملة، فحقًا أقول : 
إن الدرس مفاجأة الموسم، وعلى أرباب اللغة العربية خصوصًا والمجتمع عمومًا الاطلاع عليه، ولا نترك هذه المفاجأة تمر مرور الكرام؛ لأنها نبعت من قلب أخ في الله محب وصادق… والشكر لكم جميعًا.